تساؤلات عديدة وأفكار متناقضة طرحت نفسها بقوة بعد القرار الذي أصدره اتحاد الكرة مساء أمس الأول بتأجيل مباراة القمة الجماهيرية بين الأهلي والزمالك إلي أجل مسمي وكأنه يزيح من فوق رأسه هما ثقيلا..!! هل كان تأجيل القمة قرارا انتحاريا من اتحاد الكرة أم بداية مواجهة ساخنة بينه وبين الأهلي باعتبارهما طرفي قضية البث التليفزيوني الفضائي للمباريات وهي الخناقة الحامية الدائرة بين الطرفين منذ أشهر.. أم انه كان خطوة من جانب الاتحاد لتصعيد المشكلة إلي أعلي مستوياتها لدفع الجهات المسئولة للبحث عن حل نهائي.. أم.. أم؟!
المؤكد أن أحدا لم يكن يتخيل أن تؤدي المواجهة هذه المرة إلي هذه النتيجة.. ولكن هذا ما حدث بعد أن استيقن الاتحاد أن الأهلي مصمم علي المضي في إحراجه أمام الجميع فضرب كرسيا في الكلوب مستخدما حقا أصيلا له وهو التأجيل وإلغاء الفرح الذي تدور حوله خناقة وهو ما قد يعرضه لإحراج أمام عدد من القنوات الفضائية التي لا ذنب لها فيما يدور من خلافات!! ولم يتخذ قرار التأجيل في الحظة كما قد يتصور البعض بل حاول المجلس التأني في اتخاذه لدرجة أنه لم يتخذ أثناء الجلسة العادية لمجلس الإدارة.. ولكن أثناء ما يمكن تسميته »ملحق الاجتماع« وفي حضور المستشارين القانونيين.. وكان تعليق زاهر الفوري بعد انتهاء الاجتماع الأصلي أن القرار ليس نهائيا ولكن يمكن القول أن المباراة ماشية أي أنها ستقام في موعدها وهو ما يتسق مع التصريحات الجامدة لرئيس لجنة المسابقات اللواء نايف عزت الذي أكد فيها أنه لا تأجيل للمباراة من الناحية الفنية والزمنية لضيق الوقت.. حتي كان القرار القنبلة بعد تصريحات متفائلة من زاهر بأن هناك اتصالات ومحاولات لإقناع الأهلي علي ما يبدو »بتليين دماغه« وتغيير قراره بعدم نقل المباراة فضائيا.. ومن ثم قرر الاتحاد تأجيل قمة الدوري الممتاز بين الأهلي والزمالك إلي أجل غير مسمي بسبب تصاعد أزمة البث الفضائي. وكان محددا للمباراة المؤجلة من المرحلة العاشرة من الدوري الممتاز غدا السبت. وطالب الأهلي بعدم إذاعة مباراتها سوي علي الفضائية المصرية والقنوات الأرضية.
واتخذ الاتحاد قراره بتأجيل المباراة بسبب إصرار الأهلي علي عدم إذاعة مبارياته علي القنوات الفضائية المتعاقدة مع اتحاد الكرة.. وفوض اتحاد الكرة رئيسه سمير زاهر بالاجتماع مع أنس الفقي وزير الإعلام لحل تلك الأزمة بطريقة نهائية وعدم التعرض لمثل تلك المواقف. وكان الزمالك قد تقدم بطلب لتأجيل القمة مطالبا بإعمال مبدأ تكافؤ الفرص حتي ينتهي الأهلي من تأدية مبارياته المؤجلة. وكان الأهلي قد أرسل خطابا إلي اتحاد الإذاعة والتليفزيون يطلب فيه عدم إذاعة مباراة القمة أمام الزمالك في الدوري الأسبوع المقبل علي القنوات الفضائية الخاصة.
وعلمت أن الأهلي شدد في طلبه علي أن القنوات الأرضية والقناة الفضائية المصرية هي فقط صاحبة الحق بث اللقاء ويأتي مطلب الأهلي امتدادا لقراره بعدم إذاعة مبارياته في الدوري الممتاز بدءا من لقاء بترول أسيوط الذي أقيم في أكتوبر الماضي.
وخرقت بعض القنوات الفضائية الخاصة المتعاقدة مع الاتحاد المصري قرار الأهلي وبثت أجزاء من المباراة قبل قطع الإرسال عنها من قبل اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
أين عهودكم؟!
وكان النادي الأهلي قد أعلن أنه لن يذيع مبارياته في الدوري الممتاز علي النقوات الفضائية الخاصة بعد تعثر تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع مسئولي هذه القنوات والاتحاد المصري لكرة القدم. وتوصل الأهلي إلي اتفاق يقضي حصوله علي تعويض مالي من القنوات التي تعاقدت علي حقوق البث مقابل موافقته علي السماح لهذه القنوات ببث مبارياته بالتزامن مع قناة النادي التي أطلقت في وقت سابق من العام الجاري.
وشهد هذا الاتفاق المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة وحضره المهندس سيد جوهر رئيس لجنة الشباب بمجلس الشعب وأحمد أنيس أمين اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورؤساء أندية الدوري الممتاز. ولكن سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري للكرة والذي قام بدور الوسيط لتفعيل الاتفاق فشل في التوصل مع القنوات الفضائية الخاصة علي قيمة التعويض المالي المطلوب.
درس.. »انجليزي«!!
وكان الوفد الانجليزي الذي استضافه الأهلي لاستطلاع رأيه قد وضع الجميع بما فيهم الأهلي في وضع لا يحسدون عليه عندما استنكر أن يقوم ناد بمفرده بتسويق مبارياته وأن ذلك لابد أن يتم من خلال ما يمكن تسميته برابطة أندية دوري المحترفين وهي غير موجودة أساسا علي خريطة الكرة المصرية ولا يحل محلها لحين تكوينها إلا اتحاد الكرة. وقد رأي البعض في الإجابات القاطعة المحددة الحاسمة التي أعلنها مسئولو الوفد الانجليزي إجابات نموذجية علي الكثير من الأسئلة المحيرة وكاننت شجاعة من الانجليز أن يعلنوا رأيهم بمنتهي الصراحة علي مرأي ومسمع من مجلس إدارة الأهلي ولم يبالوا بأنهم يقولون ذلك أمام أصحاب الدعوة لزيارة القاهرة ولم يتحرجوا ولم يفكروا في مجاملة طرف علي حساب طرف.. وليتنا نتعلم من هذا الموقف كثيرا من العبر والدروس وأن نقول الحق ولو علي أنفسنا حتي نعبر هذه الأزمة التي ليس لها أي مخرج إلا النقاش الواعي بين الأطراف وأن يحترم كل طرف الآخر وأن يحترم اختصاصاته.. وليتنا نعود لتفاصيل هذه الندوة الرائعة التي ترجمها مسئولو الأهلي للحاضرين بمنتهي الموضوعية!!
مولد..!!
التأجيل بالتأكيد لا يحل المشكلة ولكنه مجرد مسكن للصداع سرعان ما سينتهي مفعوله لتعود ريما لعادتها القديمة مع أول مباراة للأهلي ولابد من تدخل حاسم من جهة مسئولة أو أكثر تعلن دون خجل أو مجاملة حقيقة الأمر وكيف سيتم إدارة هذه المنظومة التي يتضح من سيناريو الأيام الماضية أنها أشبه بمولد ليس له صاحب والسبب أن أحدا لم يجرؤ خلال الفترة الماضية علي أن يخرج بمشرط الجراح ليعلن علي الجميع من يحق له كذا ومن لا يحق له كذا إعمالا لمبدأ جديد هو مبدأ الفوضي الخلاقة!