]بعد أسبوعين من هجمات 11 سبتمبر 2001 نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية تحليلاً سياسياً عميقاً عن جذور السخط الإسلامي على أميركا. كان عنوان التقرير "لماذا يكرهوننا؟"، واشترك في إعداده عشرة من مراسلي الصحيفة في كل من إسلام آباد وعمَّان ولندن والقدس وبكين وصنعاء وطوكيو وبيروت والقاهرة وجاكرتا.
]النرجسية وعبادة الذات _ وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد طرح السؤال نفسه قبل ذلك ببضعة أيام، وقدم جواباً على سؤاله، فقال "لا أستطيع أن أفهم لماذا يكرهوننا، لأني أعرف كمْ نحن أناس خيِّرون". وتم ترديد نفس التفسير على لسان الرئيس بوش الذي قدم دائماً صورة مثالية لأميركا تبعث على التقديس، فهي "أمة مؤمنة وخيِّرة ومثالية" وأحياناً "أمة رحيمة وسخية" حسب تعبيره، فليس هناك من مبرر لأيٍّ كان أن يكره أميركا أو يعترض على سياساتها. ولم يكن أمام الرئيس الأميركي -وقد انطلق من مقدمة نرجسية- سوى أن يقدم تفسيرات لما حدث غاية في التبسيط. [/
]وأكد التقرير أن الشعوب المسلمة –حتى العوام منها- أقرب إلى الصواب في تحليلها لجذور المشكلة من صناع القرار وقادة الرأي في الولايات المتحدة. فالسياسة الأميركية التي قادت إلى استعباد الفلسطينيين، وموت مئات الآلاف من العراقيين، واستحكام قبضة المستبدين من حلفاء أميركا وأصدقائها على رقاب الشعوب المسلمة.. هي السبب وهي جذر المشكلة وأساسها.